إِنَّ التَّكْلفة البيئيَّة وَتأثِير المشْروع على مَوارِد المائدة المائيَّة ضَئِيلَة جِدًّا وَتَكاد تَكُون مُنعدمَة مُقَارنَة بِتأْثِير المشْروع الاجْتماعيِّ والاقْتصاديِّ على المنْطقة ومساهمته الملْموسة فِي تَحسِين جَودَة الحيَاة بِهَا وَالتِي تَتَجاوَز بِكثير قِيمة ومرْدوديَّة كَميَّة الميَاه اَلتِي سَيتِم اِسْتغْلالهَا والْمتمثِّلة أساسًا فِي
احدَاث مُوَاطِن شَغْل مُبَاشرَة وغيْر مُبَاشرَة وضخِّ سُيُولَة فِي الدَّوْرة الاقْتصاديَّة لِلْمنْطقة
التَّرْكيز على الدَّوْر الاجْتماعيِّ والتَّضامنيِّ لِلْمشْروع والْمساهمة فِي مُعَالجَة اِحْتياجات اَلجِهة اَلتِي تَفتَقِر إِلى المرافق والتَّجْهيزات والْإمْكانيَّات رَغْم ثرواتهَا الطَّبيعيَّة الهائل
العمل على أن يَكُون هذَا المشْروع نموذجيًّا مِن حَيْث تَطبِيق مَبدَأ أَحَقيَّة كُلِّ جِهة فِي الانْتفاع بِجزْء مِن عائدَات اِسْتغْلال مواردهَا وَقاطِرة لِجَلب اِسْتثْمارات ومشاريع أُخرَى لِلْمنْطقة
تَمكِين أَهالِي المنْطقة مِن كمِّيَّات الميَاه المتبقِّية مِن عمليَّات الإنْتاج مجَّانًا سَوَاء عَبْر تجْميعهَا وَتسهِيل تَزودِهم بِهَا أو ربْطهَا بِقنوَات التَّزْويد القريبة
هذَا وَنوَد التَّأْكيد على أنَّ اَلمُخطط الاسْتراتيجيَّ لِلتَّنْمية بِولاية جَندُوبة فِي أُفُق 2050 أَدرَج نَشَاط قِطَاع تَعلِيب الميَاه كَمِحوَر اِسْتراتيجيٍّ لِتطْوِير وَتنمِية القطَاع الصِّناعيِّ بِالْجِهة مع العلم وَأنَّه لََا تُوجَد وَحَدات لِتعْلِيب الميَاه بِهَذه الولاية
هذا وقد تمَّ اِختِيار مَوقِع الاسْتثْمار بِالتَّنْسيق والتَّفاهم مع السَّلْط الجهْويَّة ومصالح وِزارة الفلاحة اَلتِي مدَّتنَا بِمعْطيات حَوْل المائدة المائيَّة حَيْث تُؤكِّد إِمْكانيَّة إِنجَاز وَحدَة لِتعْلِيب الميَاه فوْقهَا وَعدَم وُجُود أيِّ عَوائِق فَنيَّة أو إِدارِيَّة يَنفَرِد المشْروع عن بَقيَّة المشاريع المماثلة بِتوجُّهه اَلمُجدد فِي القطَاع وَقطعِه مع مَا هُو تقْليديٌّ فِي سُوق الميَاه المعلَّبة بل سيشْتَغل على مِحوَر جديد وغيْر مُستَغَل مِن هَذِه السُّوق حَيْث سيوفِّر مُنْتِجا جديدًا بِسعة 5 لِتْرَات عَالِي اَلْجَودة وَذُو كُلفَة صَغِيرَة مُوجَّه إِلى الطَّبقات الشَّعْبيَّة المتوسِّطة والضَّعيفة بِالْإضافة إِلى أنَّ عُبوَّات اَلْماء البلاسْتيكيَّة الكبيرة اَلتِي سَيتِم اِسْتهْلاكهَا لَن تُرمَى فِي الطَّبيعة كمَا هُو اَلْحال بِالنِّسْبة لِلْعبوَّات المسوِّقة حاليًّا إِذ إِنَّ العبوَّات البلاسْتيكيَّة ذات اَلسعَة مِن 5 لِتْر إِلى مَا فَوْق يَتِم إِعادة اِسْتعْمالهَا وتدْويرهَا بَعْد اِسْتهْلاك مَا فِيهَا وَنادِرا جدًّا مَا نَجدُها مُلْقاة فِي الطَّبيعة . إِنَّ طَاقَة الإنْتاج المحْدودة لِهَذا المنْتوج على عَكْس وَحَدات إِنتَاج الميَاه المعْدنيَّة ذات طاقات الإنْتاج الكبيرة والاسْتهْلاك الأكْبر لِلْمَاء ، يَتَطلَّب نِسْبَة تَدفُّق لََا تَتَجاوَز 3 لِتْر فِي الثَّانية مَا يُمثِّل اِسْتغْلال 100 أَلْف مِتْر مُكعَّب فقط مِن الموارد المائيَّة السَّنويَّة المتجدِّدة والْمقدَّرة ب 1،126 مِلْيون مِتْر مُكعَّب وَالتِي لََا يَتِم اِسْتغْلال إِلَّا 30 % مِنهَا حاليًّا مع العلم وأنَّ المائدة المائيَّة تُغطِّي 51 كِيلومتْرًا مُرَبعا مع مَخزُون مِيَاه جَوفِية يَتَجاوَز 72 مِلْيون مِتْر مُكعَّب مع نِسْبَة تَدفُّق مُسْتغِلَّة حاليًّا ب 10 لِتْر فِي الثَّانية مُقَابِل نِسْبَة تَدفُّق مُتَاحَة سنويًّا ب 86 لِتْر فِي الثَّانية . وَفِي نَفْس الإطَار ، فأنَّ عَمَليَّة إِنتَاج الميَاه فِي عُبوَّات كَبِيرَة لََا تَتَطلَّب عمليَّات تَعقِيم وَتطهِير دَورِية ومسْترْسلة لِلْقنوات المزوَّدة لِآلة التَّعْليب بِالْمَاء وَلخَط الإنْتاج وبالتَّالي اِسْتعْمال مُفْرِط لِلْموَادِّ الكيمْيائيَّة ومحلْولات التَّطْهير اَلتِي يَتِم التَّخَلُّص مِنهَا فِي المجاري أو فِي الأوْدية المجاورة كمَا هُو اَلْحال بِالنِّسْبة لِمصانع تَعلِيب الميَاه المعْدنيَّة فِي عُبوَّات صَغِيرَة بل إِنَّ عمليَّات تَعقِيم المنْتوج فِي وَحَدات تَعلِيب اَلْماء تَتِم عن طريق اَلأشِعة فَوْق البنفْسجيَّة مع ضخِّ كمِّيَّات مَدرُوسة مِن الأزْون لِلْمحافظة على نَقاوَة اَلْماء وجوْدَته . كمَا أنَّ عَمَليَّة تَطهِير آلة التَّعْليب تَتِم عن طريق اَلبُخار ولن تَتِم أيُّ عمليَّات مُعَالجَة لِلْمَاء حَيْث سيعلَّب على حَالَتِه الطبيعية
لَم يَكُن اِختِيار اَلموْقِع عشْوائيًّا بل تمَّ بَعْد دِراسة شَامِلة لِلْمنْطقة مِن طرف مَكتَب دِراسَات مُختَص قام بِتحْدِيد ورسْم مَناطِق الحماية لِلْحفْريَّة وَوحْدَة الإنْتاج وَلقَد حَرصَت اَلشرِكة وَعبَّر دِراسَات مُعَمقَة تكْميليَّة على أن يَكُون اَلموْقِع مُنْزوِيًا ومنْعزلا فِي أَقصَى المائدة المائيَّة وبعيدًا عن الحفْريَّات المسْتغلَّة بِحَيث لََا يُؤثِّر على المائدة المائيَّة المموَّلة لِهَذه الحفْريَّات مع ضَمَان أنَّ لََا تُؤثِّر الكمِّيَّات اَلتِي سَيتِم تعْليبهَا على توازنات المائدة المائيَّة المسْتغلَّة وَهُو مُسْتحِيل عِلْميًّا وتطْبيقيًّا نظرًا لِضَعف هَذِه الكمِّيَّات مُقَارنَة لِمَا تَحتوِيه المنْطقة وَنِسبَة الاسْتغْلال فِيهَا . كمَا اِتخذَت اَلشرِكة فِي عَيْن الاعْتبار عِنْد اِختِيار مَوقِع الوحْدة الصِّناعيَّة أن يَكُون مُنْعزِلا عن كُلِّ نَشَاط وَفِي سَفْح الجبل فِي أَقصَى نُقطَة مِن المنْطقة فَوْق أَرْض طِينيَّة وَحجرِية غَيْر صَالِحة لِأيِّ اِسْتغْلال.